في القرن الماضي لم يكن هناك أي اهتمام بالمعلومات حيث كان الاعتماد على المعلومات محدود للغاية ولم تكن المعلومات من الموارد الهامة التي كانت تعتمد عليها منظمات الأعمال، ولكن نظراً للتحديات والتغييرات الهائلة التي أصبحت تواجه المنظمات في القرن الحالي سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تكنولوجية أصبحت المعلومات موردًا أساسيًا للمنظمات لا يمكن الاستغناء عنها حيث لا يمكن الاستغناء عنها في أداء العمليات الإدارية كالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة واتخاذ القرارات وتقييم الأداء.
ونتيجة للتطورات التكنولوجية والاقتصادية والعولمة أصبحت أنظمة المعلومات تحتل مكانة واسعة في كل المجالات وخاصة في المجالات الإدارية، بحيث تطوَّرت أنظمة المعلومات بخطى سريعة وتعدَّدت تطبيقاتها في جميع المستويات الإدارية، وتعد أنظمة المعلومات من أنجح الوسائل التكنولوجية التي يستعين بها المديرون في المنظمات لاتخاذ القرارات في المواقع المختلفة ([1]).
كما أدَّى هذا التطور التكنولوجي إلى إيجاد ما يُعرف بمجتمع المعلومات، هذا المجتمع الذي تشغل فيه عمليات معالجة وتخزين المعلومات حيزًا كبيرًا من النشاط الإنساني، وتعتبر المعلومات موردًا رئيسيًا من موارد المنظمة، ومصدرًا مهمًا من مصادر نجاحها، كما تعتبر عاملاً مهمًا من عوامل زيادة كفاءة وفاعليَّة الأداء والأنشطة الإدارية المختلفة، الأمر الذي جعل من وجود أنظمة المعلومات الإدارية في المنظمات المختلفة ذا أهمية خاصة، حيث يساعد المنظمات على القيام بأداء وظائفها بنجاح وكفاءة عالية ([2]).
وبالرغم من أن المعلومات تعتبر مورد هام من موارد النجاح للمنظمات إلا أنه توافر المعلومات لأي منظمة ليس كافيًا لحل المشكلات فالمعلومات يجب أن توضع في نظام معين حتى يسهل الحصول عليها في الوقت المناسب وبالسرعة المطلوبة؛ لذلك أصبحت نظم المعلومات الإدارية تمكن المنظمات والمؤسسات من تسهيل عملية اتخاذ القرارات وتحقيق الفائدة القصوى منها وفي الوقت المناسب وبالقدر المناسب حيث أن نظم المعلومات عملية مستمرة لا تتوقف عند أي مرحلة أو وقت ولكنها تستمر خلال حياة المؤسسة فهي تعتبر روح العملية الإدارية، حيث تعمل نظم المعلومات على نقل البيانات من مصدرها الأساسي ويقوم بعمليات معالجة على البيانات لتحويلها إلى معلومات مفيدة تستطيع المنظمة الاستفادة منها والاعتماد عليها في اتخاذ القرارات وتقييم الأداء.
أدى ظهور الانترنت والتطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات وأساليب الاتصال إلى تحول جميع العمليات المحاسبية إلى أعمال الكترونية لذا أصبح من الضروري تحويل الوظائف والملفات الورقية إلى ملفات الكترونية.
كما أن توافر نظم المعلومات الإدارية في المنظمات سواء كانت هذه المنظمات إنتاجية أو خدمية يساعد في رفع كفاءة العنصر البشري وتحقيق الابداع والابتكار وتطوير الهيكل التنظيمي وتحقيق الميزة التنافسية لذلك فإن توافر المعلومات تعتبر ثروة كبيرة ليس فقط لأهميتها في اتخاذ القرارات أو تقييم أداء العاملين بالمنظمات ولكن لأهميتها أيضًا في رسم الخطط والبرامج والسياسات والرقابة وغيرها من العمليات الإدارية المختلفة.
كما أن التكنولوجيا تزيد بشكل كبير من إنتاجية الموظفين إلى جانب توفير الوقت كما أنها تساعد الموظفين على تحمل عبء العمل ويضمن التحكم في الأخطاء الوصول السريع إلى المعلومات وسهولة الاستخدام ولذلك ينبغي على المنظمات التي تنفذ التكنولوجيا الجديدة توفير التدريب المناسب لموظفيها بما يزيد من كفاءتهم في أداء أعمالهم كما يجب استيفاء جميع الشروط الأساسية قبل بدء عملية التنفيذ ([3]).
ويلعب الأداء الوظيفي للموظفين دورًا حاسمًا في أداء المنظمة، حيث أنَّ الموظف غير الكفء لديه أداءً وظيفيًا متدنيًا، كما أنَّمقدرة الشخص في إيصال المعلومات يمكن أن تكون مؤشراً على أداءه في العمل لأن من لديهم هذه المهارة ستنعكس عليهم إيجابًا في نتائج عملهم، وتوطيد العلاقة مع المدير المباشر لديهم([4])، ويعد الأداء مفهوماً هاماً بالنسبة للمنظمات بشكل عام، وهو يمثل القاسم المشترك لاهتمام علماء الإدارة، ويكاد يكون الظاهرة الشمولية وعنصراً محورياً لجميع فروق وحقول المعرفة الإدارية، فضلاً عن كونه البعد الأكثر أهمية لمختلف المنظمات والذي يتمحور حوله وجود المنظمة من عدمه.
كما يحتل أداء المنظمة أهمية كبيرة في رفع أداء العاملين بالمؤسسة فكلما كانت الإدارة منظمة ومرنة وحاسمة في الوقت نفسه كلما عمل ذلك على تحفيز العاملين على أداء أعمالهم بالكفاءة المطلوبة ([5]).
ومن خلال الاستعراض السابق يمكن لنا أن نتبين أهمية استخدام نظم المعلومات الإدارية في رفع كفاءة أداء العاملين بالمنظمات وذلك بتقديم المعلومات المطلوبة في الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة.
حيث يوظف برنامج نظم المعلومات الإدارية الأدوات والتقنيات والمفاهيم من تخصصات مختلفة مثل علوم الحاسب والعلوم الإدارية والمحاسبية، ويقوم قسم نظم المعلومات الإدارية بتعزيز وتطوير برامجه بانتظام لتلبية احتياجات أسواق العمل المحلية والإقليمية؛ وتحقيقًا لهذه الغاية يستقطب القسم أعضاء هيئة تدريس مؤهلين تأهيلًا عاليًا يكرسون أنفسهم لإعداد الطلاب لفرص العمل المتاحة ولنجاحهم الوظيفي على المدى الطويل،ويستهدف تخريج طلاب مؤهلين تأهيلًا عاليًا مستعدون لتطبيق معارفهم في منظمات الأعمال، تحليل عمليات الأعمال، وتكامل نظم المعلومات مع أقسام منظمات الأعمال المختلفة.
برنامج نظم المعلومات الإدارية (MIS) هو منهاج دراسي قوي للأعمال يمزج بين الخبرة والمهارات الفنية اللازمة للمنافسة في مجال الأعمال والذي يعتمد حاليًا بشكل متزايد على المعرفة، ومجتمع قائم على المعلومات محليًا وإقليميًا ودوليًا، كما يستطيع خريجو نظم المعلومات الإدارية مساعدة المنظمات على النجاح والنمو عن طريق سد الفجوة بين متطلبات العمل والحلول القائمة على التكنولوجيا، فنظم المعلومات الإدارية قادرة على تزويد الإدارة بالمعلومات المناسبة في الوقت المناسب لاتخاذ القرارات بفعالية وكفاءة.
ويغطي برنامج نظم المعلومات الإدارية (MIS) دراسة التكنولوجيا التي تستخدم في معالجة المعلومات داخل النظمة ، بما في ذلك التحليل والتصميم، وإدارة البيانات وتزويد المعلومات المحدثة إلى المستويات الإدارية المختلفة، وبناءً على ما تقدم فإن خريجي برنامج نظم المعلومات الإدارية، سواء كانوا يعملون في وظائف في إدارة الأعمال أو وظائف في تكنولوجيا المعلومات، فإنهم يقومون بلعب دور حلقة الوصل بين المستخدمين من المتخصصين في الأعمال ومتخصصي تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى ذلك، فإن خريجي برنامج نظم المعلومات الإدارية يمتلكون مهارات الاتصال الفعّال كتابة ومحادثة على حد سواء.
(([1] عبد الحميد المغربي (2002)، “نظم المعلومات الإدارية- الأسس والمبادئ”، المنصورة: المكتبة العصرية للنشر والتوزيع.
(([2] سامر عبد المجيد البشابشة (2005)، “أثر جودة نظم المعلومات الإدارية في رفع مستوى الأداء الوظيفي في مؤسسة الضمان الاجتماعي الأردني”، مجلة المحاسبة والإدارية والتأمين، عمان، العدد الأول، المجلد 1.
)[3] (Nyakoe Nyang’au Enock (2014), “Impact Of Information And Communication Technology On Kengen’s Performance”, Pfieffelmann, Wagner & Libkuman, (2010) Recruiting on Corporate Web Sites: Perceptions of Fit and Attraction, Article in International Journal of Selection and Assessment 18 (1).
(([4] أحمد عارف صلاح (2018)، “دور نظم المعلومات الادارية في تحسين الاداء الوظيفي في وزارة التربية والتعليم في الأردن”، مجلة جامعة النجاح للأبحاث: العلوم الانسانية، مجلد 32، العدد 3.
(3) Zhang, Y. (2012), “The impact of performance management system on employee Performance -Analysis with WERS 2004”, (Master’s thesis, University of Twente).
أ.م.د/ وائل زكريا الصاوي
استاذ نظم معلومات الأعمال المساعد