تأثير جائحة كورونا Covid-19 على محتوي تقارير الاستدامة

مدونةمعهد راية العالي

المقدمة

تسببت جائحة كورونا في العديد من الاضطرابات للشركات بمختلف أنواعها، وهو ما وضعها امام اختبار حقيقي حول قدرتها على إدارة المخاطر الناشئة عن تلك الجائحة، وقد وضعت جائحة كورونا الشركات أمام خيارين لا ثالث لهما وهما الاستلام للانكماش والافلاس أو التفكير بشكل إيجابي وإعادة صياغة استراتيجيتهم لمواجهة تلك الجائحة وغيرها من التحديات المستقبلية الطارئة.

ومع انتهاء المرحلة الأولى للتعامل مع الجائحة وهي الاغلاق والتباعد الاجتماعي يبدأ العالم في المرحلة التالية وهي الفتح التدريجي للأسواق والتعايش مع الفيروس، وتتطلب تلك المرحلة الشفافية بين إدارة الشركات وأصحاب مصالحها، بهدف تمكينهم من تقييم كيفية تعاملهم بأمان مع الشركات في ظل التغييرات الطارئة.

تحليل الأهمية النسبية بتقارير الاستدامة

وتلعب تقارير الاستدامة دوراً هاما في تحقيق تلك الشفافية مع أصحاب المصالح، حيث يتم فيها الإفصاح عن أهم القضايا البيئية الاجتماعية والاقتصادية والحوكمية ذات الصلة بنشاط الشركة، وهنا يأتي تساؤل كيف نحدد أهم القضايا التي يجب أن يشملها التقرير.

وقد اهتمت معايير الإفصاح عن الاستدامة وأهمها مبادرة الإفصاح العالمية GRI بهذا الامر، حيث وضعت GRI شرط اجراء تحليل للأهمية النسبية لإدراج أحد قضايا الاستدامة او استبعاد أخري، ويقوم هذا التحليل على دمج تقييمات إدارة الشركات وتقييمات أصحاب المصالح حول جوهرية قضايا الاستدامة، فالقضايا التي تشترك إدارة الشركات وأصحاب مصالحها في اعتبارها قضية جوهرية تعتبر قضيه ذات أولية في العرض والتفصيل، بينما اذا اهتم أحدهما بقضية دون الاخر فهي قضية ذات جوهرية أقل، بينما القضايا التي لا يهتم بها الطرفان لا تعتبر قضية جوهرية بالأساس ويجب استبعادها من التقرير لتحسين قابلية قراءته.

وتتأثر جوهرية القضية بطبيعة النشاط، فالقضية الجوهرية بالنسبة للقطاع البنكي كالشمول المالي لا تعتبر قضية جوهرية بالنسبة للقطاع الصناعي وبالتالي لا يجب ان يتضمنها التقرير، كما تتأثر جوهرية القضايا بمرور الوقت، فقضايا الامن والسلامة المهنية كانت القضية الأكثر جوهرية بالنسبة للصناعات الصناعية الثقيلة فقط، ولكن في عصرنا الحالي وفي ظل انتشار هذه الجائحة أصبحت قضية جوهرية بالنسبة لكافة الأنشطة.

وفي هذا المقال يشير الكاتب إلى أهم القضايا التي يجب ان تراعيها إدارة الشركات وأصحاب مصالحها عند اجراء تحليل الأهمية النسبية

بالنسبة لمجال الموارد البشرية

متابعة سير الامتحانات الالكترونية بمعهد راية العالي للإدارة والتجارة الخارجية
متابعة سير الامتحانات الالكترونية بمعهد راية العالي للإدارة والتجارة الخارجية
جهود التعقيم الدوري بالمعهد
جهود التعقيم الدوري بالمعهد

 

 

 

 

 

 

 

تعتبر قضية أمن وسلامة الموظفين القضية الأكثر جوهرية في هذا المجال، حيث يجب ان يشمل تقرير الاستدامة إفصاحات مستحدثة عن جهود الشركة في توفير أقنعة الوجه ومعقمات اليد للموظفين وتسهيل العمل عن بعد، كما يتعين على الشركات الإفصاح عن جهودها في الإبقاء على الموظفين الحالين وتدريبهم وإعادة تأهيلهم لمواجهة التحديات الجديدة كبديل أفضل عن تقليص عدد الموظفين.

“وقد ابقي معهد راية العالي للإدارة والتجارة الخارجية بدمياط الجديدة على الجهاز الإداري واعضاء هيئة التدريس بالكامل دون تقليص أي منها، مع استحداث منظومة للتعليم عن بعد تشمل محاضرات واختبارات الكترونية، وقد تم تدريب كلا من أعضاء هيئة التدريس والجهاز الإداري ذوي الصلة على العمل بتلك المنظومة”

بالنسبة لمجال الموردين

اكتشفت العديد من الشركات انه من الصعب الحفاظ على نفس الرؤية فيما يتعلق بالمخاطر المرتبطة بسلسة التوريد، فمع فرض عمليات الإغلاق في العديد من البلدان، أجبرت تلك الشركات على البحث عن سلاسل توريد بديلة، وبالتالي فهناك حاجة لإفصاح الشركات عن عملية تقييم للموردين الحالين والمحتملين ايضا كجزء من تقارير الاستدامة الخاصة بهم، وذلك لمواجهة التحديات المستقبلية غير المتوقعة.

“وبالتالي يجب ان يتضمن تقرير الاستدامة تأثير عمليات الاغلاق على نظرة الشركة لسلسة التوريد الخاصة بها”

وفي هذا المجال قام معهد راية العالي للإدارة والتجارة الخارجية بدمياط الجديدة باعتماد تخصيص اعتمادات مالية للتعاقد مع شركات متخصصة في توريد أدوات ومعدات ومواد خام لازمة للتعقيم لمواجهة جائحة كورونا وذلك في محضر مجلس إدارة بتاريخ 5/3/2020.

بالنسبة للمجتمع

لا يجب على الشركات “اهدار الازمة”، بمعني انه عليها الاستفادة من هذه الازمه واعتبارها عامل محفز للتغيير بالشركات بهدف تعزيز شرعيتها بالمجتمعات المحلية، حيث يجب على الشركات الإفصاح عن مساهمتها في استخدام مرافقها ومواردها في انتاج اقنعة للوجه او مطهرات لليد، كما يجب ان تفصح الشركات عن مساهمة موظفيها في التوعية بالجائحة “فبدلا من الاستغناء عن الموظف لانكماش الاعمال يمكن استغلاله في مساهمات مجتمعية اخري”

الخاتمة

قد كشفت جائحة كورونا هشاشة الشركات في العديد من ممارساتها وبنياتها الحالية. وبينما يستمر العالم في الانكماش تحت تأثير الأزمة، فقد حفزت تلك الجائحة التفكير الإيجابي ودفع المؤسسات والقادة إلى إعادة تصوير رؤيتهم للنجاح. في الوقت الذي تستعد فيه الشركات للعمل في عالم ما بعد COVID-19 ، من المتوقع أن يواجهها مسائلة من أصحاب مصالحها عن مدي التحسين في عمليتها وبنياتها الاساسية. وسيكون إعداد تقارير الاستدامة أكثر أهمية من أي وقت مضى لتعزيز الثقة بين جميع أصحاب المصلحة ” تقارير الاستدامة بعد جائحة  COVID-19 سيختلف تمامًا عن تقرير الاستدامة قبل الجائحة”.

 

 

إعداد أ. أسامة البريري

 

 

 

 

 

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى