دور المعلومات المحاسبية فى ترشيد إتخاذ القرارات الإستثمارية

مدونة معهد راية العالي

   المقدمة

تزداد الحاجة إلى المعلومات بإعتبارها وسيلة تستمد أهميتها وضرورتها من مدى إسهامها فى عملية إتخاذ القرار، ويعتبر النظام المحاسبى أحد أهم الأنظمة المنتجة للمعلومات التى تسهم فى ترشيد ومساندة القرارات الاقتصادية التى تؤثر على موارد المجتمعات وثرواتها وبالتالى على رفاهية أفرادها.

فوظيفة إنتاج وإستخدام المعلومات المحاسبية تُعد وظيفة هامة لأى مجتمع ،حيث يقدر الوقت الذى ينفقه المحاسبون والمديرون سواء فى إنتاج المعلومات أو توصيلها إلى الآخرين بحوالى 80% من الوقت الكلى المنفق على أعمالهم، غيرأن إحتياجات المستخدمين من تلك المعلومات المحاسبية فى التقارير المالية تختلف بإختلاف قراراتهم المتخذة، وذلك لأن المعلومات تُعد اللبنة والركيزة الأساسية فى صنع وإتخاذ القرارات، وكذلك نظراً لإختلاف مستوى إدراكهم لمدى منفعة وجودة المعلومات وأيضاً لإختلاف أهداف وإحتياجات منتجى المعلومات فى القوائم المالية.

ويمكن القول أن  المعلومات المحاسبية تكون ذات منفعة إذا كانت قادرة على تلبية إحتياجات مستخدميها سواء كانوا داخل أوخارج المنشأة، ومقدرتها على تخفيض حالة عدم التأكد عند إتخاذ القرار، وأن المعلومات المحاسبية قد تكون نافعة لمستويات الإدارة العليا وقد لا تكون نافعة للمستويات الإدارية الأخرى، كما أن المعلومات قد تكون نافعة فى وقت معين ولا تكون نافعة فى وقت آخر، لذلك منفعة المعلومات المحاسبية مسألة نسبية تختلف من مستخدم لآخر، وأن منفعة المعلومات لا تقاس بحجمها وإنما بدرجة تأثيرها فى اتخاذ القرارت،كما يمكن تقسيم منفعة تلك المعلومات إلى المنفعة الشكلية للمعلومات ،المنفعة الوقتية للمعلومات ، المنفعة المكانية ، المنفعة الحيازية للمعلومات .

   الموضوع

يرى العديد من الباحثين أن منفعة المعلومات المحاسبية تحدد من خلال خصائص وجودة المعلومات المحاسبية، والتى يمكن قياسها والتعرف عليها من خلال المقارنة بين موقف المستخدمين لها قبل تلقيهم لها، ثم بعد إستقبالهم لها، أو بمعنى أخر دراسة سلوك هؤلاء المستخدمين قبل المعلومات المحاسبية بدونها ثم بها.

لذلك المعلومات المحاسبية الواردة بالقوائم والتقارير المالية  تمثل جزءاً أساسياً من المعلومات التى تساهم فى إتخاذ القرارات الاستثمارية، حيث إنها تعمل على تخفيض حالة عدم التاكد فيما يتعلق بالاستثمار، وتساعد المستثمرين على تقييم أداء المنشآت وذلك من خلال تحليل المعلومات المنشورة لها،  وكما تساعد المعلومات المحاسبية فى إشاعة الثقة بين المستثمرين ، وأن درجة الإستفادة من المعلومات المحاسبية تتوقف على مدى ملاءمة المعلومات المحاسبية للاحتياجات المطلوبة لها، وأن المعلومات المحاسبية لها قدرة تنبؤية فى مجال المفاضلة بين البدائل خاصة عند إتخاذ القرار الإستثمارى وعند تشكيل محافظ الاستثمار .    

ولقد تعددت البحوث والدراسات المحاسبية الخاصة بدراسة علاقة المعلومات المحاسبية بالمستثمر وما يتخذه من قرارات مختلفة داخل الأسواق  المالية، وتم التوصل فيها إلى أن المعلومات المحاسبية تمثل البنية الأساسية التى يعتمد عليها المستثمرعند إتخاذه لقراراته المختلفة

كما تقوم المعلومات المحاسبية بدورٍ كبيرٍ فى خدمة وتطويرالأسوق المالية، وذلك عن طريق توفيركافة المعلومات عن الأوضاع المالية للمنشآت الإقتصادية، وقد أثبتت البحوث العلمية أهمية المعلومات المحاسبية فى تقدير والتنبؤ بدرجة المخاطرة السوقية  للأسهم ، مما يساعد المستثمرين على تكوين محفظة  إستثمارات متوازنة وإتخاذ قرارات الاستثمارالمناسبة، كما أن المعلومات المحاسبية التى تقدمها التقارير المحاسبية متمثلة فى الربح المحاسبى  تقدم معلومات مفيدة  للمستثمرين  فى توقع العائد السوقى للأسهم وتحديد السعر المناسب للأسهم، وكذلك تكوين محافظ الأوراق المالية التى تحقق العائد المرغوب من إستثماراتهم ، ويرجع ذلك أن القوائم المحاسبية ليست مجرد عرض تاريخى لأحداث سابقة بل إنها أيضاً قوة تنبؤية عن المستقبل.

    الخاتمة

بالرغم من إتفاق الدراسات والأبحاث المحاسبية على أهمية دور المعلومات المحاسبية فى ترشيد قرارات الاستثمار فى أسهم الشركات المسجلة فى سوق المال وما لها من أثر على أسعار الأسهم، إلا أنها إختلفت فى تحديد طبيعة ونوعية  المعلومات المحاسبية نظراً لتعدد رغبات المستثمرين وتفضيلاتهم، حيث ركزت بعض هذه الدراسات والأبحاث المحاسبية على عنصر الربحية كعنصر لتقييم الاستثمارات والمشروعات الإستثمارية وتناولت دراسات أخرى عنصر التدفقات النقدية كعنصر مؤثر فى قرارات الاستثمار، وأخيراً بعض الدراسات بحجم المخاطرة المتعلقة باستثمار معين.

إعـــداد

رامى رأفت السيد الزينى

المدرس المساعد  تخصص محاسبة

Scroll to Top
انتقل إلى أعلى